تجهّـم وجه الليل
وغارت في مسامع الصبية الأغنيات العتيقة
ودندنات الجدّات وكل الحكايات.
وتأوهت الأفـلاك حسيرة
تحضنهـا النجـوم المــوات..
خلف شبـاك من بقايا قش وهشيـم...
واستفقنــا على وقع الجزمات
المنتشيـة بهالة من استكبــار ونــار..
وأفاقــت بغداد بعد ليل
أضـاءه وهج الصـواريـخ،
على صـدى التحريـر المعســول
من أشداق مارق الأكـاذيب.
وقد ألفـت خدرها يحفه اللئـام..
وزناة الكــلام جنح الظـلام.
وقد أودعهـا نسـلهـا سوق النخاسـة
وكما الرماد تذروه الريـاح تناثرت الفلول..
تستجدي الزعـامة والإمــامــة!!
وتلمـع حـذاء الغــاصـب
بمـنـاديـل الكـلام.
بغداد عذراؤنـا الجديدة
بغداد بكـرنـا الوئيـدة
تفتض بكارتها مرتين..
بغداد ما تبقى من شرف سقيـم.
بغداد ما سقط سهوا في غفـلة..
بغداد ما فضل في ذهن الرشيد من طـلـل.
اشهدي أنّــا أسلمنـاك التتار مرتيــن..
وانتشينـا طربـا حين ألبسوك قسرا فستان
التحرير الموهوم.
وغرقنـا في وهم مسمـوم.
واشهـدي أنّــا لسنـا أهــلا لـك!
فأنكري علينـا عروبتنـا..!
وقصِّـي شواربنـا، وانزعي منـا ألسنتنـا!
كي لا نقــول فيك بعد اليوم شعـرا!!!